تباركَ الرحمان من أمة التلاوة المُباركة من مهبط الوحي ومرتعِ الإيمان
من أمة التسامح وحُرمة الأديان
يا أمة وسيفها في حومةِ الميدان يا أمة الترسِ بِوجهِ النيلِ والطُغيان
يا أمة صدّتْ جيوش الغزوِ في ماضي الزمان
هي التي أوهت بكيدِ المُعتدي تُضّمدُ الجِراح وتنصرُ البيان
قد جاءها الأحباشُ وجاءها الرومان وجاءها الأكاسرة وجاءها المغُولُ
بالخرابِ والبُهتان
وجاءها الإفرنجُ والبرابرة وحملةُ الصّليبِ والصُلبان
ووقفتْ شامخة كأنها من ماردٍ هيئةُ الزمان وهُزمَ العدوان
ماذا جرى لقد تغيرَ الزمان وسقط الرهان واستوتِ النسوان
في ليلةٍ مُظلمةٍ تغير الزمان وأقفر الميدان وكانت الخيزران – كافور – شجرة الدُرِ
وأجرا تجرأت جيهان يا عرب الفنادقِ والليلِ والقيان
يا أمة تغرقُ في النسيان طغى عليها النومُ والهذيان لا تُحسنُ النطق ولا الكلام
تصومُ شهرها كما يشاءُ الحاكمُ المنان ودينها الخضُوعُ الإخضاعُ والبُهتان
إفطارها فواكهٌ من سّلةِ السلطان ومن الأطباقِ من يحملُ غزّةٌ ومصرُ والسُودان
وطبقٌ يحملُ من لحومِ البوسنة وأشلاءٌ من الرمادي وطبقٌ ثالثٌ من لبنان
وطبقٌ من كابلٍ وآخرٌ قد جاءوا به من الشِيشان وطبقُ للأكلةِ المُحبذة جاءوا بهِ من وسطِ
سيناءَ حيثُ دُفن العسكرُ أحياءٌ بلا مراسم وطبقٌ لراحةِ الأعصابِ من جنين
وهكذا مناسفُ الأعراب من كُل باب يُفتحُ ألف باب
يا (أُمة رجالها خشب نسائها لُعب وأرضها ذهب) لا تعرفُ الغضب مهما العّدوُ بحقها
من الجرائِمِ ارتكبْ
وجاء من بُعدٍ مُهددا بأنهُ سيحرقَ القُرآن بالنيران وتيري جُونز ليس بالجديد
ومن زمانٍ مزّق القرآنِ مزّقهُ الوليد مرّةً وجُندُ سامٍ مزّقوهُ ألف مرة في كابلٍ
وفي الفلوجة ومهبطَ الأديان وفي بلادِ الواقِ واقً وسلطةُ الشِقاق
قد أوقفت تلاوة القرآن وخُطبة الجوامع إلاّ بما يُمّجدُ السلطان وأقفلوا المدارس وفتحوا
السجون ووحدوا الإتهام والإلهام ورصدوا الأبطال في الزمان والمكان
وهّددَ الهبّاشُ بالسحلِ وكاتم الصوت ولعنة الأوطان لفاتحٍ إلفاهِ في دُرّةِ البلدان
والنصح للإخوان بأن يُطأ طئوا رُؤُوسهم للشّرِ والخصيان
ونسخوا ما شاءَ كوهين أكان سنة أو دُرر البيان وبصمَ الهبَاش وجَوقة العميان
في غزبةِ أسموها دحلا ستان سلاحها القمعُ وخدمةُ العدوان
أي بني قُحطان لموعدٍ قد شاءهُ الديّان لموعدٍ قد بشّرَ القُرآن
وأنّهُ مع صاحب الزمان وتُطردُ الديدانُ ويُهزمُ العدوان
في دولةِ الإسلامِ والإيمان
أبيدجان 3 شوال 1431 هـ
الأخضر العاملي 12 أيلول 2010 م
|