في السابع والعشرين من رجب_ولد العلم
كان المبعث النبوي المبارك بداية لعصر العلم. وكانت المسؤولية الأساسية التي اضطلع بها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) هي مكافحة الخرافات وضروب التحريف وكشف الحقائق للناس ، وهو صلى الله عليه وآله كان يرى نفسه كالأب للناس يربيهم ويعلمهم. قال صلى الله عليه وآله: ", إنما أنا لكم مثل الوالد ، أعلمكم ",. وكان صلى الله عليه وآله يعرض نبوته على أنها ظاهرة منطبقة مع الموازين العقلية والعلمية ، ولو حاول العلماء معرفتها لأدركوا بسهولة صدقها في اتصالها بمبدأ الوجود. قال تعالى:﴿, وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد﴾,ِ - سبأ- الآية- 6 . وكان النبي صلى الله عليه وآله يحذر الناس أيضا من اتباع كل ما لا يقره العلم ، ويتلو عليهم قوله سبحانه: ﴿,وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾, - الإسراء- الآية- 36 .
وعصر العلم الذي بدأ مع البعثة النبوية يمكن أن يستمر فيما إذا عرف المسلمون في كل عصر إمام زمانهم واتبعوه. فالإمامة رصيد لعصر العلم أو عصر الإسلام القويم وضامنة لديمومته ، وبدون هذا الرصيد يعود المجتمع الإسلامي إلى الجاهلية الأولى. وقد استوحى هذا الحديث مضمونه- في الحقيقة- من استشراف الآية الكريمة المبيّنة للمستقبل وهي قوله تعالى:﴿, وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ﴾, - آل عمران- الآية- 144. فلا بدّ علينا بالتسمك بالأئمة الهداة عليهم السلام . 1
1- القيادة في الإسلام / الشيخ محمد الريشهري ص101-102
المصدر : شبكة المعارف الإسلامية
|